سورة إبراهيم - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (إبراهيم)


        


{يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: {ويأتيه الموت من كل مكان} قال أنواع العذاب. وليس منها نوع إلا الموت يأتيه منه لو كان يموت، ولكنه لا يموت؛ لأن الله لا يقضي عليهم فيموتوا.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت} قال: تعلق نفسه عند حنجرته فلا تخرج من فيه، فيموت. ولا ترجع إلى مكانها من جوفه، فيجد لذلك راحة فتنفعه الحياة.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ميمون بن مهران رضي الله عنه في قوله: {ويأتيه الموت من كل مكان} قال: من كل عظم وعرق وعصب.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة، عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله: {ويأتيه الموت من كل مكان} قال: من كل عضو ومفصل.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه {ويأتيه الموت من كل مكان} قال: من كل موضع شعرة في جسده {ومن ورائه عذاب غليظ} قال: الخلود.
وأخرج ابن المنذر عن فضيل بن عياض في قوله: {ومن ورائه عذاب غليظ} قال: حبس الأنفاس.


{مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد} قال: الذين كفروا بربهم عبدوا غيره، فأعمالهم يوم القيامة كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون على شيء من أعمالهم ينفعهم، كما لا يقدر على الرماد إذا أرسل في يوم عاصف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال: مثل أعمال الكفار كرماد ضربته الريح فلم ير منه شيء، فكما لم ير ذلك الرماد ولم يقدر منه على شيء، كذلك الكفار لم يقدروا من أعمالهم على شيء.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {كرماد اشتدت به الريح} قال: حملته الريح.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ويأت بخلق جديد} قال: بخلق آخر.


{وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {فقال الضعفاء} قال: الأتباع {للذين استكبروا} قال: للقادة.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله: {سواء علينا أجزعنا أم صيرنا} قال: جزعوا مائة سنة، وصبروا مائة سنة.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال: إن أهل النار قال بعضهم لبعض: تعالوا نبك ونتضرع إلى الله تعالى، فإنما أدرك أهل الجنة الجنة ببكائهم وتضرعهم إلى الله... فبكوا، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا: تعالوا نصبر، فإنما أدرك أهل الجنة الجنة بالصبر... فصبروا صبراً لم ير مثله، فلما ينفعهم ذلك. فعند ذلك قالوا {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص}.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7